سورة القمر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القمر)


        


{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} قال سعيد بن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما نزلت: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} كنت لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درعه ويقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم} جميعًا {والساعة أدهى وأمر} أعظم داهيةً وأشدُّ مرارةً من الأسر والقتل يوم بدر.
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} المشركين {فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} قيل: {في ضلال} بعد عن الحق. قال الضحاك: {وسعر} أي: نار تسعر عليهم: وقيل: {ضلال} ذهاب عن طريق الجنة في الآخرة، {وسعر}: نار مسعرة، قال الحسين بن الفضل: إن المجرمين في ضلال في الدنيا ونار في الآخرة. وقال قتادة: في عناء وعذاب.
ثم بين عذابهم فقال: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ} يجرون {فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} ويقال لهم {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}.


{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} أي: ما خلقناه فمقدور ومكتوب في اللوح المحفوظ، قال الحسن: قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين القرشي، أخبرنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي، أخبرنا أبو معشر يعقوب بن عبدالجليل بن يعقوب، حدثنا أبو يزيد حاتم بن محبوب، أخبرنا أحمد بن نصر النيسابوري، أخبرنا عبدالله بن الوليد العدني، أخبرنا الثوري عن زياد بن إسماعيل السهمي عن محمد بن عباد المخزومي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية: {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني، أخبرنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي الخدشاهي، أخبرنا عبدالله بن محمد بن مسلم أبو بكر الجوربذي، أخبرنا يونس بن عبدالأعلى الصدفي، أخبرنا عبدالله بن وهب، أخبرني أبو هانيء الخولاني عن أبي عبدالرحمن الحبلى عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء».
أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاووس اليماني قال: أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر الله، قال: وسمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز».
أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيبابي، أخبرنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أخبرنا يعلى بن عبيد، وعبيدالله بن موسى وأبو نعيم عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر» زاد عبيدالله: «خيره وشره». ورواه أبو داود عن شعبة عن منصور وقال: عن ربعي عن عليّ ولم يقل: عن رجل، وهذا أصح.


{وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} {وَاحِدَة}. يرجع إلى المعنى دون اللفظ أي: وما أمرنا إلا مرة واحدة وقيل: معناه: وما أمرنا للشيء إذا أردنا تكوينه إلا كلمة واحدة: كن فيكون لا مراجعة فيها كلمح بالبصر. قال عطاء عن ابن عباس: يريد أن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر وقال الكلبي عنه: وما أمرنا لمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر.
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم السالفة.
{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} متعظ يعلم أن ذلك حق فيخاف ويعتبر.
{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ} يعني فعله الأشياع من خير وشر {فِي الزُّبُرِ} في كتاب الحفظة، وقيل: في اللوح المحفوظ.
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} من الخلق وأعمالهم وآجالهم {مُسْتَطَرٌ} مكتوب، يقال: سطرت واستطرت وكتبت واكتتبت.

1 | 2 | 3 | 4 | 5